أنواع الرسوم البيانية واستخداماتها
الرسوم البيانية هي صور أو أشكال تعكس حركة الأسعار ونستخدمها لعرض البيانات بطريقة سهلة وواضحة. في التداول والأسواق المالية، تظهر الرسوم البيانية كيفية تغير أسعار الأسهم أو العملات أو غيرها من الأصول على مر الوقت. فهي تساعد المتداولين على رؤية الاتجاهات، مثل متى يرتفع السعر أو ينخفض، وبالتالي اتخاذ قرارات حول البيع أو الشراء. باختصار، الرسوم البيانية تجعل المعلومات المالية المعقدة أسهل للفهم والتحليل.
أنواع الرسوم البيانية في التداول واستخداماتها
في عالم التداول والأسواق المالية، تعتبر الرسوم البيانية لغة يتحدث بها المتداولون والمستثمرون لفهم الاتجاهات والأسعار وتوقع حركة السوق. تطورت الرسوم البيانية على مر العقود، وكانت هذه الأدوات بمثابة العين التي يرى بها المتداولون السوق من زوايا متعددة. سنستعرض فيما يلي الأنواع الرئيسية للرسوم البيانية في التداول، ونغوص في تاريخ إنشائها واستخداماتها المختلفة.
الرسوم البيانية الخطية (Line Charts)
أنواع الرسوم البيانية واستخداماتها |
الرسوم البيانية الخطية هي أبسط أنواع الرسوم البيانية في التداول. تُستخدم هذه الرسوم لربط أسعار الإغلاق بواسطة خط مستقيم، مما يتيح عرضاً بسيطاً لحركة السعر على مدار فترة زمنية معينة. يعود استخدام الرسوم البيانية الخطية إلى القرن التاسع عشر عندما بدأت الأسواق تتطلب وسيلة مرئية لتتبع الأسعار.
استخداماتها:
- التحليل السريع للاتجاهات العامة: تعتبر الرسوم البيانية الخطية مثالية للمبتدئين أو لمن يريدون لمحة سريعة عن الاتجاه العام للسوق. كما أنها مثالية في تحديد مناطق الدعوم والمقاومات بشكل دقيق.
- التداول طويل الأجل: عند تحليل الأسواق على فترات طويلة، مثل أسابيع أو أشهر، تظهر الرسوم الخطية تحركات السوق بوضوح وتزيل أي تشويش ناتج عن تقلبات الأسعار اللحظية.
الرسوم البيانية الشريطية (Bar Charts)
الرسوم البيانية الشريطية تمثل تحولاً أكثر تعقيداً من الرسوم الخطية. ظهرت هذه الرسوم في أوائل القرن العشرين، وتعرض مزيداً من التفاصيل حول حركة السعر، حيث يظهر كل شريط نطاق السعر خلال فترة معينة مع تسليط الضوء على أسعار الافتتاح والإغلاق وأعلى وأدنى سعر.
استخداماتها:
- التحليل الفني المتقدم: يستخدم المتداولون الرسوم الشريطية لرؤية صورة أوضح لحركة السوق خلال اليوم أو على مدار فترات أقصر.
- التداول اليومي: نظراً لأنها توضح نقاط الافتتاح والإغلاق، فإن الرسوم الشريطية مفيدة للغاية للمتداولين اليوميين الذين يعتمدون على معرفة تحركات السوق الدقيقة خلال اليوم.
- رصد التقلبات: يمكن للمتداولين تحليل تقلبات الأسعار وملاحظة وجود فترات ضغط أو توترات في السوق.
الشموع اليابانية (Candlestick Charts)
يعود أصل الشموع اليابانية إلى القرن الثامن عشر، حيث استخدمها المتداولون في أسواق الأرز اليابانية. تُظهر كل شمعة معلومات حول أسعار الافتتاح والإغلاق بالإضافة إلى أعلى وأدنى سعر للفترة الزمنية. وقد أصبحت الشموع اليابانية أحد الأدوات الرئيسية التي يعتمد عليها المتداولون في جميع أنحاء العالم.
استخداماتها:
- التنبؤ بالتحولات السعرية: بفضل الأنماط المتكررة في الرسوم البيانية للشموع، يستطيع المتداولون التنبؤ بتحولات السعر بناءً على أشكال معينة، مثل “الشمعة الهابطة” أو “الشمعة الصاعدة”.
- التحليل النفسي للسوق: الشموع اليابانية تقدم رؤى عميقة حول النفسية السوقية. اللون وشكل الشمعة يعكسان هل كانت السوق في حالة بيع أو شراء قويتين، وهو ما يوفر إشارات قوية للمتداولين.
- تحديد الاتجاهات: الشموع اليابانية مثالية لتحديد الاتجاهات قصيرة الأجل، وهي مفيدة بشكل خاص للمتداولين الذين يبحثون عن فرص تداول بناءً على الأنماط اليومية.
الرسم البياني بالنقاط والرموز (Point and Figure Charts)
يعد هذا النوع من الرسوم البيانية فريداً في أنه لا يعرض الوقت بشكل خطي. تم ابتكار الرسوم البيانية بالنقاط والرموز في أواخر القرن التاسع عشر، وهي تركز على تتبع تحركات الأسعار المهمة، متجاهلة التقلبات الصغيرة. يعتمد هذا الرسم البياني على “X” لتمثيل الارتفاعات و”O” للتمثيل الهبوطي.
استخداماتها:
- التداول بعيد الأجل: نظراً لأنها تركز على الاتجاهات الكبيرة، فهي مثالية للمتداولين الذين يريدون تجاهل الضجيج اليومي والتركيز على التحركات الكبرى في السوق.
- التداول على الانعكاسات: يعتمد المتداولون على هذه الرسوم لتحديد مستويات الدعم والمقاومة، ومراقبة الانعكاسات الرئيسية في السوق.
حجم البصمة Volume footprint
Volume Footprint هو نوع متقدم من الرسوم البيانية يستخدمه المتداولون لتحليل تفاصيل حركة السعر وحجم التداول في الأسواق المالية. بينما تعرض الرسوم البيانية التقليدية معلومات عامة عن السعر والحجم، يوفر Volume Footprint نظرة أعمق وأكثر تفصيلاً من خلال توضيح الكميات الفعلية للشراء والبيع عند كل مستوى سعر داخل الشمعة.
كيف يعمل Volume Footprint؟
بدلاً من عرض الشموع أو الأشرطة البسيطة التي توضح سعر الافتتاح والإغلاق وأعلى وأدنى نقطة، يُظهر Volume Footprint عدد العقود أو الأسهم المتداولة في كل مستوى سعري محدد. يقدم هذا النوع من الرسوم معلومات عن:
- عدد العقود التي تم شراؤها أو بيعها عند كل مستوى سعري.
- أين تركزت أكبر كمية تداول، مما يساعد المتداولين على فهم قوة الاتجاه أو الزخم في السوق.
- نقاط الدعم والمقاومة المخفية بناءً على كميات التداول عند مستويات سعرية معينة.
استخدامات Volume Footprint
- تحديد مستويات الدخول والخروج: يساعد المتداولين في رؤية مناطق تتركز فيها عمليات الشراء أو البيع الكبيرة، مما قد يشير إلى نقاط قوة أو ضعف في السوق.
- تحليل السوق بشكل أعمق: يمنح تفاصيل دقيقة حول كيف تحركت السوق على مدى فترة معينة، مما يسمح بفهم أكبر لسلوك المشترين والبائعين.
- رصد السيولة: يعرض البيانات على مستوى دقيق، مما يساعد في تقدير مستويات السيولة وتحديد حجم التداول في مناطق محددة من الأسعار.
لماذا يُستخدم Volume Footprint؟
يُفضل المتداولون المحترفون والمتقدمون هذا النوع من الرسوم لأنه يوفر معلومات أدق وأكثر تفصيلاً، مما يعزز فرصهم في اتخاذ قرارات تداول مستنيرة. بدلاً من النظر فقط إلى الحركة العامة للسعر، يمكن للمتداولين من خلال Volume Footprint تحديد أين يحدث النشاط الحقيقي، سواء كان ذلك عند مستويات سعرية معينة أو في أوقات محددة من اليوم.
في النهاية، يُعتبر Volume Footprint أداة قوية تتيح فهماً أعمق للسوق، وتمنح المتداولين ميزة في معرفة تفاصيل التداول التي قد لا تكون واضحة باستخدام الرسوم البيانية التقليدية.
تعد أداة Volume footprint أداة رسم بياني قوية تعمل على تصور توزيع حجم التداول عبر عدة مستويات سعرية لكل شمعة في إطار زمني محدد، مما يوفر للمتداولين معلومات إضافية للمساعدة في تحديد مناطق السيولة العالية أو نشاط التداول الكبير. يمكن للمستخدمين الذين لديهم خطط Premium وأعلى مستوى عرض بصمات الحجم على مخططاتهم من خلال تحديد خيار “Volume footprint” من القائمة المنسدلة لنوع المخطط.
بشكل افتراضي، يعرض هذا النوع من المخططات توزيع حجم البائع على يسار كل شمعة وحجم المشتري على اليمين بألوان متدرجة اختيارية تشير إلى الكثافة النسبية للحجم على كل مستوى، ويضع خطوطًا رأسية بجانب المستويات في التوزيعات لتسليط الضوء على مناطق عدم التوازن المهمة. بالإضافة إلى ذلك، يشير إلى منطقة القيمة (VA) ونقطة التحكم (POC) لكل شريط، ويعرض دلتا الحجم ومعلومات الحجم الإجمالي أسفل كل شمعة.
volume candle شمعة الحجم
Volume candle أو “شمعة الحجم” هي نوع من الرسوم البيانية في التداول التي تجمع بين معلومات السعر والحجم في السوق. عادةً، الشموع اليابانية تُظهر حركة السعر فقط، مثل الافتتاح، الإغلاق، أعلى وأدنى نقطة في فترة معينة. لكن في Volume candle، يتم تمثيل الحجم أيضًا بشكل واضح.
الشموع في هذا النوع من الرسوم تُظهر العلاقة بين السعر و حجم التداول، حيث يمكن أن تكون الشمعة أكبر أو أصغر بناءً على كمية التداول خلال تلك الفترة. عندما يكون حجم التداول كبيراً، تكون الشمعة أعرض؛ وعندما يكون حجم التداول منخفضاً، تكون الشمعة أضيق.
استخدامات Volume candle:
- تحليل النشاط في السوق: عندما يتزامن حجم تداول مرتفع مع تحركات سعر كبيرة، فهذا قد يشير إلى قوة في الاتجاه (صعود أو هبوط).
- تحديد نقاط الانعكاس: إذا كان هناك حجم تداول كبير مع حركة سعر محدودة، قد يشير ذلك إلى تردد السوق واقتراب انعكاس الاتجاه.
- تقييم قوة الاتجاه: دمج السعر مع الحجم يعطي صورة أوضح عن مدى قوة أو ضعف الاتجاه في السوق.
- باختصار، شمعة الحجم تعطي المتداولين نظرة أعمق حول كيف يتحرك السعر مع نشاط التداول، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات مدروسة أكثر.
خاتمة
الرسوم البيانية ليست مجرد أدوات لتصور حركة السعر، بل هي وسيلة لفهم السوق على مستوى أعمق. كل نوع من الرسوم البيانية يمتلك سحره الخاص وميزاته الفريدة التي تجعله مناسباً لأغراض معينة في التداول. من الرسوم الخطية البسيطة إلى الشموع اليابانية المعقدة، تتحد هذه الأدوات لتوفير فهم شامل للسوق، مما يمكّن المتداولين من اتخاذ قرارات مدروسة. لا يتعلق الأمر فقط بالتحليل، بل يتعلق بالقدرة على قراءة السوق كما لو كان نصًا يروي قصة الصعود والهبوط، الأمل والخوف.