هل تتذكر عندما كان الكبار يصرون على أن تأكل الخضراوات والأعشاب وأنت طفل؟ تلك النصيحة التي كانت تبدو مزعجة آنذاك لا تتوقف عند الطفولة. يقول المستشار المالي إيريك روبيرغ في مقال نشرة موقع (Business Insider) ، أجد نفسي في موقف مشابه، أقدم نصائح مالية قد لا يرغب الناس في سماعها، لكنها تحمل قيمة كبيرة.
أدرك تماماً أن هذه النوعية من النصائح قد لا تكون مرغوبة. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يصغون إليها ــ والأهم من ذلك، يطبقونها في حياتهم اليومية ــ غالباً ما يحققون سيطرة أفضل على تدفقاتهم النقدية، ويزيدون من معدلات ادخارهم، ويعززون قوتهم المالية على المدى الطويل.
تذكر أن بعض النصائح المالية لا تتبع هذا النهج التقليدي. فهناك نصائح قد تبدو غريبة أو خارجة عن المألوف، لكنها لا تقل أهمية أو واقعية في سياقات معينة. يعتمد ذلك على طبيعة كل شخص وظروفه الخاصة. فإذا كنت تجد نفسك مختلفاً عن الآخرين في نهجك المالي، فقد لا تتناسب النصائح التقليدية دائماً مع وضعك.
5 نصائح مالية
إليك بعض النصائح المالية غير التقليدية التي يقدمها خبراء المال، والتي قد تكون مفيدة لإعادة التفكير في استراتيجيتك المالية.
1ـ لا تشتري منزلاً يفوق قدراتك المالية
يقول الكاتب، غالباً ما لا يكون قرار شراء المنزل قائماً على التحليل المالي فقط، بل هو قرار عاطفي بامتياز، وهذا أمر مفهوم. بالنسبة للكثيرين، يمثل امتلاك المنزل رمزاً للاستقرار والأمان وحتى المكانة الاجتماعية.
هذه الاعتبارات ليست بلا أهمية، ولكن المشكلة تكمن في أن العديد من الأشخاص يستخدمون عواطفهم كذريعة لتجاهل الواقع المالي أثناء البحث عن منزل.
لذلك، من المهم وضع ميزانية محددة والالتزام بها. ننصح عادةً بألا تتجاوز تكاليف السكن السنوية، نسبة 20% من إجمالي دخلك السنوي.
يساعدك هذا التوجه في الحفاظ على مرونة مالية كافية لإدارة جوانب أخرى من تدفقاتك النقدية، مما يتيح لك امتلاك منزلك دون التضحية بتحقيق أهداف مهمة أخرى أو الالتزام بأولويات مالية أخرى.
3ـ لا تعتبر منزلك استثمار جيد
يذكر روبيرغ أيضاً بأنه عادةً ما أيحذر الأشخاص من اعتبار منزلهم استثمار مالي. هذا لا يعني أن شراء منزل فكرة سيئة أو أن منزلك ليس ذو قيمة كما تعتقد. لكن الاستثمار، بطبيعته، يجب أن يولد عائد ملموس.
المنزل الذي تملكه وتعيش فيه (ولا يدر دخلاً من الإيجار) قد يكون خيار جيد من حيث الفائدة التي يوفرها كمسكن. ومع ذلك، لا تعتبره استثمار بأي حال من الأحوال.
صحيح أن قيم العقارات تميل إلى الارتفاع مع مرور الوقت، لكن تكاليف الملكية والصيانة والإصلاحات غالباً ما تستهلك معظم المكاسب التي قد تحققها عند مقارنة سعر الشراء بسعر البيع فقط على الورق.
3. ادّخر أكثر مما تعتقد أنك بحاجة إليه
أسعى دائمًا إلى مساعدة عملائي على تحقيق توازن بين الاستمتاع بحياتهم الحالية وبناء أصول وأمان مالي للمستقبل. سيكون هذا أسهل بكثير إذا كنا نمتلك كرة بلورية تخبرنا بما سيحدث بعد 10 أو 20 أو حتى 30 عامًا. حينها، يمكننا تحديد الميزانية المثلى ومعرفة الطوارئ التي يجب الاستعداد لها بدقة. لكن الواقع لا يعمل بهذه الطريقة.
الحل؟ ادّخر أكثر مما تعتقد أنك بحاجة إليه. هذا النهج يمنحك هامش أمان مالي، مما يسمح لك بـ:
مواجهة الطوارئ من خلال الاحتفاظ بصندوق للطوارئ بصندوق للطوارئ في حساب توفير عالي العائد.
اقتناص الفرص سواء للإنفاق على رحلة غير متوقعة أو الاستثمار في فرصة تشعر بالشغف تجاهها.
تحقيق أهداف جديدة :يمكنك دمج أهداف إضافية في خططك المالية مع مرور الوقت.
الادخار أكثر اليوم يعني أنك تشتري لنفسك حرية وخيارات أوسع في المستقبل. كقاعدة عامة، ادخار 25% من إجمالي دخلك السنوي قد يحقق المرونة المطلوبة.
4. ضع خطة بديلة
قد يبدو التفكير في خطط الطوارئ وكأنه نهج متشائم تجاه الأمور المالية، لكنه في الواقع عنصر أساسي في تحقيق الاستقرار المالي. إن وجود خطة بديلة، أو هامش أمان، أو مساحة للمناورة، يمكن أن يكون المنقذ عندما تواجه ظروف غير متوقعة.
لا أحد يحب التفكير في أسوأ السيناريوهات، ولكن إذا حدثت أي تقلبات في حياتك المالية، ستشكر نفسك على بناء شبكات أمان متعددة ضمن خطتك.
يمكنك تنفيذ ذلك بطرق متنوعة، بما في ذلك:
الادخار الزائد: كما ذكرنا سابقًا، ادّخر أكثر مما تعتقد أنك بحاجة إليه. صندوق الطوارئ: احتفظ بأموال مخصصة للطوارئ في حساب توفير آمن. افتراضات متحفظة:كن واقعيًا عند توقع دخلك وقم بالمبالغة في تقدير نفقاتك أثناء التخطيط طويل الأمد. تجنب الاعتماد على المفاجآت: لا تعتمد على مكافآت، أو عمولات، أو إرث مفترض لجعل خطتك المالية فعّالة.
وجود خطة بديلة ليس مجرد تحضير للطوارئ؛ إنه استثمار في طمأنينتك المستقبلية.
5. لا تحاول التنبؤ بالسوق
التفكير في أنك قادر على التنبؤ بالسوق بنجاح قد يبدو مغريًا. لماذا؟ لأن التغيرات الكبيرة في السوق تبدو واضحة تمامًا عند النظر إلى الماضي.
من السهل جدًا أن تنظر إلى أحداث مثل عام 2008 أو 2020 وتظن أنك كنت تعرف متى يكون أفضل وقت للبيع أو الشراء … لأنك تعرف الآن ما حدث بعد ذلك.
لكن توقع المستقبل دون معرفة نتائجه مسبقًا هو شيء مختلف تمامًا. تُظهر البيانات أن حتى المحترفين يفشلون مرارًا في توقيت السوق. قد تصيب مرة، لكن تكرار هذه النجاحات على مدى عقود هو أمر شبه مستحيل.
بدلاً من ذلك، ركز على بناء خطة استثمار استراتيجية والتزم بها، بغض النظر عن الأحداث الجارية.
قد لا يبدو هذا النهج مشوقًا أو يتيح لك التفاخر بقراراتك الاستثمارية، لكنه بالتأكيد أكثر فاعلية على المدى الطويل.
نصائح مالية من الأثرياء
Elon Musk: اشترِ ما تؤمن به
لدى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي Tesla وSpaceX، وأغنى شخص في العالم فلسفة استثمارية تستحق الاهتمام.
تشبه فلسفة ماسك الاستثمارية إلى حد كبير نهج وارن بافيت، إذ يؤمن بالاستثمار في الشركات ذات النماذج التجارية القوية. يقول(“اشترِ أسهماً في شركات تقدم منتجات وخدمات تؤمن بها. قم بالبيع فقط إذا شعرت أن منتجاتها وخدماتها تتراجع. لا تصاب بالذعر عندما يهتز السوق “).
Mark Cuban: تجنب سوق الأسهم
مارك كوبان، المالك الرئيسي لفريق Dallas Mavericks وواحد من نجوم برنامج “Shark Tank”، يُعرف بتقديم نصائح مالية حازمة وغير مألوفة. يرى كوبان أن سوق الأسهم قد يكون أسوأ وسيلة استثمارية إذا لم تكن لديك ميزة معلوماتية. يقول كوبان ايضاً “إذا لم تضع أموالك في البنك، فلا تضعها أبدًا في شيء لا تملك فيه ميزة معلوماتية. لماذا تستثمر أموالك بناءً على نصيحة وسيط؟”
لكنه لاحقًا أضاف:
“بالنسبة للمستثمرين الذين لا يعرفون الكثير عن الأسواق، فإن الخيار الأفضل هو صندوق مؤشر S&P 500 بتكلفة منخفضة.” تجمع هذه التصريحات بين فكرتين رئيسيتين: لا تستثمر دون فهم ما تفعله، وخصص وقتًا لدراسة خياراتك قبل اتخاذ أي قرار
Bill Gates: خذ المخاطر بحساب
بيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت وواحد من أغنى الشخصيات عالميًا، يؤمن بأهمية المخاطرة المدروسة في الاستثمار والعمل.
قال غيتس:
“سواء استثمرنا 100 ألف دولار أو 100 مليون دولار، يكون القرار دائمًا مدروسًا. أقضي الكثير من الوقت في التفكير، وتحليل البيانات، والتحدث مع الخبراء لتقييم إمكانية تحقيق تأثير فعلي.”
كما يشير غيتس إلى ضرورة التكيف مع التغيرات:
“نحن نواجه تحديات تتطلب تحقيق تقدم لا يُقاس بالسنوات فقط، بل غالبًا بالعقود. قد لا يتغير هدفك النهائي، ولكن قد تضطر لتغيير مسارك للوصول إليه.”
Jeff Bezos: العمل والحياة ليسا تضحية متبادلة
جيف بيزوس، مؤسس Amazon، يرفض فكرة التوازن التقليدي بين العمل والحياة.
قال بيزوس:
“غالبًا ما يُسأل عن التوازن بين العمل والحياة، لكني أرى أن هذه العبارة مضللة لأنها توحي بوجود تضحية صارمة بين الاثنين.”
بالنسبة لبيزوس، يمكن تحقيق السعادة في العمل والمنزل دون فصل صارم بينهما:
“إذا كنت سعيدًا في المنزل، أذهب إلى العمل بطاقة هائلة. وإذا كنت سعيدًا في العمل، أعود إلى المنزل بطاقة هائلة.”