كيف تنجح في التداول وتحقق أرباح بأستمرار على المدى الطويل
كيف تنجح في التداول وتحقق أرباح بأستمرار على المدى الطويل |
يمكن لأي شخص يقدم على التداول أن يدعي أنه متداول، ولكن عندما تقارن صفات القليل من المتداولين الرابحين بإنتظام بصفات أغلب المتداولين الآخرين، ستكتشف أنهم مختلفين أيضاً كاختلاف الليل والنهار. فإذا كان السفر إلى القمر هو بمثابة تحقيق النجاح المستمر كمتداول، فإنه يمكننا القول أن الوصول إلى القمر ممكن، الرحلة صعبة للغاية وعدد قليل من الناس يستطيعون تحقيق ذلك. ومن وجهة نظرنا على الأرض فإن القمر عادة ما يتم رؤيته كل ليلة ويبدو قريباً جداً بحيث نشعر أن بإمكاننا أن نمد أيدينا ونلمسه.
هذا هو الفرق بين المتداول الناجح باستمرار وبين المتداول الذي يحقق الربح لكن سرعان ما يتم خسارة هذة الارباح، وفي هذا الدرس سوف نحدد لك نوعين من المتداولين بحيث يمكنك بعد هذا الدرس تحديد مستواك ومساعدتك في تجاوز مرحلة المتداول العادي. مع مراعاة ان هذا الدرس مقتبس من كتاب التداول في المنطقة لمارك دوغلاس.
أنواع المتداولين
هذا النوع من المتداولين هو متداولين عاديين ودائماً ما يعانون من درجات متفاوتة من الفشل والإحباط وصولاً إلى الغضب متسائلين عن كيفية تحقيق النجاح المستمر الذي يتمنون الوصول الية.
متداولين رابحين بأستمرار
هذا النوع من المتداولين هم الذين اتقنو فن التداول ونجحوا في سد الفجوة بين الأمكانيات المتاحة والمحصلة النهائية لأدائهم. وسوف نشرح معنى هذة الجملة بالتفصيل
ماالفرق بين المجموعتين
اذا سألت نفسك ماهو الفرق بين هذة المجموعتين؟.
هل هو الذكاء؟
هل الرابحين على المدى الطويل أكثر ذكاءً من المتداولين العاديين؟.
هل هم محللون أفضل؟
هل يمتلكون صفات مميزة لا يمتلكها احد مما يجعلهم يتعاملون بشكل أسهل وبدون ضغوط؟.
قد تبدو الاجابه على هذة الأسئلة منطقية ضاهرياً، ولكن عندما تفكر بعمق سوف تجد ان معظم حالات الفشل في التداول هي لأكبر الشخصيات وأكثرهم نجاحاً مثل الأثرياء ورجال الأعمال. والأكثر من ذالك لك ان تتخيل ان أفضل محللي الأسواق هم أسوأ متداولين يمكن تخيلهم.
المتداول الناجح يفكر بطريقة
السمة المميزة التي تفصل الرابحين باستمرارية عن البقية هي امتلاكهم لعقلية فريدة أو نمط تفكير (أي مجموعة فريدة من المواقف والطباع السلوكية) التي تسمح لهم بالبقاء منضبطين، ومركزين والأهم انهم واثقين من أنفسهم بغض النظر عن الضروف المعاندة لهم.
ونتيجة لذلك فهم لم يعودوا عرضة للمخاوف السائدة وأخطاء التداول التي يقع فيها الآخرين، كل من يتداول يتعلم في النهاية شيء ما عن الأسواق، ولكن قلة قليلة فقط ممن يتداولون يتعلمون الطباع والمواقف السلوكية الضرورية من أجل أن يكونو متداولين رابحين على المدى الطويل. فكما يمكن للناس أن يتعلموا إتقان التكتيك المناسب لأرجحة عصا الجولف أو كرة المضرب فالتناسق وعدمه سوف ينجم بدون شك نتيجة ما يمتلكوه من صفات وسلوكيات.
تجاوز مرحلة الألم
المتداولون الناجحون عادة ما يكونون قد عايشوا قدراً كبيراً من الألم النفسي أو المالي أو العاطفي قبل أن يكتسبوا هذه النوعية من الطباع السلوكية التي تتيح لهم بأن يعملوا بنجاح في بيئة السوق. إلا الاستثناءات النادرة لهذه الحالة وهم عادةً من يولد في عائلات لمتداولين ناجحين أو بدأوا حياتهم المهنية في التداول بتوجيه وإرشاد من شخص يفهم الطبيعة الحقيقية للتداول وبنفس القدر من الأهمية يجب أن يكون هذا الشخص قادراً على تعليمهم الأمور التي يفهمها.
لماذا يكون كل من الألم النفسي والكارثة المالية أمران شائعان بين المتداولين؟ الإجابة ببساطة أن معظمنا لا نمتلك الحظ الكافي ليبدأ مهنته في التداول بتوجيه سليم، لكن السبب الحقيقي أكثر عمقاً.
في الواقع، إذا كان علي أن أختار كلمة واحدة تلخص طبيعة التداول فستكون ” التناقض “. (وفقاً للقاموس، التناقض هو شيء له صفات متناقضة، أو هو شيء مناقض للاعتقاد السائد أو للمنطق العام لدى الناس). إن الكوارث والإخفاقات المالية والنفسية شائعة بين المتداولين بسبب العديد من وجهات النظر والمبادئ وردود الأفعال التي تكون منطقية وتعمل بشكل ممتاز في حياتنا اليومية يكون لها تأثير معاكس في بيئة التداول، إنها ببساطة لا تنجح في بيئة التداول.
مهارة تقبل المخاطر
ومعظم المتداولين يبدؤون مهنتهم دون أن يعرفوا هذه النقطة ودون أن يفهموا معنى أن يكون المرء متداولاً، ودون معرفة المهارات المطلوبة أو العمق الذي يجب أن تتطور إليه تلك المهارات. وهذا خير مثال عما أتحدث عنه: إن التداول محفوف بالمخاطر بطبيعته، وعلى حد علمي لا توجد صفقة لها نتائج مضمونة فاحتمال الخطأ وخسارة المال أيضاً موجودة. لذلك عندما تخوض صفقة ما هل يمكنك اعتبار نفسك مخاطر ومغامر ؟ على الرغم من أن هذا السؤال ربما يكون خدعة إلا أنه ليس كذلك، فالجواب المنطقي لهذا السؤال وبشكل قاطع، نعم.
فإذا شاركت في نشاط محفوف بالمخاطر بطبيعته فحتماً أنا مخاطر، ومن المنطقي جداً لأي متداول أن يفترض هذا الافتراض. في الواقع ليس جميع المتداولين يعملون بهذا الافتراض فحسب، وإنما معظمهم يفتخرون بالتفكير في أنفسهم كمخاطرين، والمشكلة أن هذا الافتراض أبعد ما يكون عن الحقيقة، طبعاً، أي متداول عندما يفتح صفقة ما فهو بذلك يقدم على المخاطرة ولكن هذا لا يعني أنه متقبل لتلك المخاطرة. وبعبارة أخرى، كل الصفقات فيها مخاطرة لأن نتائجها هي عبارة عن احتمالات وغير مضمونة.
ولكن هل يؤمن أغلب المتداولين حقاً بأنهم يقدمون على مخاطرة عندما يبدؤون صفقة ما ؟
هل قبلوا حقاً أن تلك الصفقة لها نتيجة احتمالية وغير مضمونة؟
هل قبلوا تماماً العواقب بشكل قاطع؟
الجواب حتماً لا. فأغلب المتداولين لا يعرفون الطريقة الصحيحة التي يجب أن يفكروا بها في المخاطرة مثلما يفعل المتداول الناجح. إن أفضل المتداولين لا يفكر فقط في المخاطر لكنهم تعلموا أيضاً أن يقبلوا تلك المخاطرة.
هناك فجوة نفسية هائلة بين افتراضك أنك مخاطر المجرد أنك خضت صفقة ما، وبين قبولك التام للمخاطر الكامنة في كل صفقة. فعندما تتقبل المخاطر بشكل كامل فسيكون لذلك آثار عميقة على نتائجك النهائية.
مهارة عدم التردد
الاعتراف بالخطأ
كيف تفهم تقبل المخاطر
هل هناك متداول واحد لم يقنع نفسه بألا يقبل الخسارة، وكانت نتيجة ذلك تحول هذه الخسارة إلى خسارة أكبر ؟ هل هناك متداول لم يخرج من صفقته الرابحة قبل أوانها، أو وجد نفسه في صفقة رابحة ولكنه لم يجني أية أرباح منها ثم تركها تنقلب إلى صفقة خاسرة؟ أو قام بتحريك أمر وقف الخسارة قريباً إلى نقطة الدخول فتفعل وقف الخسارة وأخرجه من الصفقة، ثم عاد السوق بعدها وتابع حركته في اتجاه الصفقة الصحيح؟ هذه ليست سوى عينة من أخطاء التداول الكثيرة التي يداوم عليها المتداولون مراراً وتكراراً.
لا توجد أخطاء تتولد من فعل السوق، فالسوق محايد بمعنى أن السوق يتحرك ويولد معلومات حول نفسه، وهذه الحركة والمعلومات تمنح كل منا الفرصة للقيام بشيء ما. السوق لا يملك أي سلطة على الطريقة التي نفسر فيها هذه المعلومات كل منا بأسلوبه، وبالتالي فالأسواق لا تتحكم بالقرارات والإجراءات التي تتخذها. فالأخطاء التي أشرت إليها ناتجة عما أسميه سلوكيات ووجهات نظر خاطئة في التداول.
فالسلوكيات أو المواقف السلوكية الخاطئة تعزز الخوف بدلاً من الثقة والاطمئنان، ولا أظن أنه يمكنني أن أضع الفرق بين الرابحين باستمرار وبين الآخرين جميعاً بأبسط من الشكل التالي:
- أفضل المتداولين ليسوا خائفين هم ليسوا خائفين لأنهم طوروا مواقفاً سلوكية تمنحهم أكبر قدر من المرونة العقلية لينسابوا في الصفقات دخولاً وخروجاً بناءً على ما يخبرهم به السوق حول الإمكانيات المتاحة بحسب منظور السوق. في الوقت نفسه، فإن أفضل المتداولين قد طوروا مواقفاً سلوكية تمنعهم من التهور والإندفاع.
- أما المتداولون الآخرون فهم خائفون لدرجة أو لأخرى، وعندما يكونون خائفين يكونون متهورين في الأداء مما يخلق لأنفسهم تجربة من النوع الذي سيجعلهم خائفين بدءاً من تلك اللحظة.
مخاوف التداول الاربعة
خمسة وتسعون بالمائة من أخطاء التداول المحتمل ارتكابها – والتي تجعل المال يتبخر أمام عينيك – تنجم عن مواقفك السلوكية المتعلقة بحالاتك التالية :
- الخوف من ان تكون على خطأ
- الخوف من خسارتك للمال
- الخوف من تفويتك الفرصة
- الخوف لتركك لبعض الأرباح دون جنيها
هي ما أطلق عليها مخاوف التداول الأربعة. الآن قد تقول في نفسك ” هناك ما يحيرني، فقد اعتقدت دائماً أنه يجب أن يكون لدى المتداولين خوف صحي من الأسواق”. أكرر، إنه افتراض منطقي ومعقول تماماً ولكن عندما يتعلق الأمر بالتداول فإن مخاوفك سوف تعمل ضدك بطريقة تجعلك تتسبب بحدوث نفس الشيء الذي كنت خائفا من حدوثه أساساً.
فإذا كنت خائفاً من أن تكون على خطاء فخوفك هذا سيؤثر على إدراكك لمعلومات السوق بطريقة ستجعلك تقوم بشيء ينتهي بجعلك على خطأ فعلاً.
عندما تكون خائفاً فلا توجد احتمالات أخرى، فأنت لا تستطيع أن تتصور وجود الاحتمالات الأخرى أو أن تتصرف بناءً عليها بشكل صحيح حتى لو تصورت وجودها لأن الخوف قد أصابك بالشلل فجسدياً، الخوف يجعلنا نتجمد أو نهرب، وعقلياً يجعلنا نضيق من دائرة انتبهنا الى المسبب لخوفنا.
وهذا يعني أن الأفكار حول الاحتمالات الأخرى وحول معلومات السوق يتم حجبها. فعندما تكون خائفاً لن تفكر في جميع الأمور العقلانية والمنطقية التي تعلمتها حول السوق إلا بعد أن يذهب هذا الخوف وينتهي الحدث المسبب له، عندها ستقول في نفسك “لقد كنت أعرف ذلك، لماذا لم أفكر بهذا وقتها؟ أو لماذا لم أتصرف بناء على ذلك حينها؟.
من الصعب للغاية إدراك أن مصدر هذه المشاكل هو مواقفنا السلوكية غير الملائمة، مما يجعل الخوف أمراً ماكرا ومخادعاً جداً.
العديد من أنماط التفكير التي تؤثر سلباً على تداولنا ناتجة عن الطرق الطبيعية التي تربينا عليها في التفكير ورؤيتنا للعالم من حولنا. أنماط التفكير هذه مغروسة عميقاً جداً بحيث أنه من النادر أن يخطر ببالنا أن مصدر الصعوبات في تداولنا داخلي ومستمدة من حالتنا العقلية في الواقع، يبدو لنا أنه من الطبيعي أكثر أن مصدر المشكلة خارجي – من السوق لأننا نشعر وكان السوق هو الذي يسبب لنا الألم والإحباط وعدم الرضا.